دمشق- وكالات الأنباء:
ارتفع عدد الشهداء الذين قضوا أمس الأحد بنيران القوات السورية إلى 11 شهيدًا، في حين تواصلت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، وساد إضراب عام عددًا من المناطق، وترافق ذلك مع تسارع وتيرة تشكيل كيانات سياسية داعمة للثورة شددت على التمسك بسلميتها.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية: إن من بين الشهداء طفلاً في درعا، و6 بحمص (بينهم طالبة)، واثنين في إدلب.
يأتي هذا في وقت بث فيه ناشطون على شبكة الإنترنت صورًا لمظاهرة في ساحة الساعة بمدينة إدلب، وهتف المتظاهرون بإسقاط النظام، كما رفض التلاميذ والطلاب في عدة مناطق الذهاب إلى المدارس مع بدء العام الدراسي.
في غضون ذلك شدَّد معارضون سوريون الأحد على ضرورة التمسك بـ"سلمية الثورة"، بوصفها عاملاً حاسمًا "لإسقاط النظام الاستبدادي"، محذِّرين من مخاطر عسكرتها، وداعين إلى عدم الانجرار وراء دعوات التسلح.
وشارك نحو 300 شخص في هذا المؤتمر الذي انعقد السبت في بلدة حلبون في ريف دمشق بدعوة من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطية، التي تضم أحزابًا وشخصيات مستقلة، مثل الكاتب ميشال كيلو، والاقتصادي عارف دليلة.
وعقد المعارضون الأحد مؤتمرًا صحفيًّا في دمشق، أصدروا فيه بيانهم الختامي، الذي جاء فيه أن هيئة التنسيق الوطنية جزء من الثورة وليست وصية عليها، وأن التغيير الديمقراطي الوطني يعني إسقاط النظام "الاستبدادي الأمني الفاسد"، وأن استمرار الثورة السلمية هو العامل الحاسم في حدوث ذلك.
وحذر البيان من أن استمرار الخيار الأمني يؤدي إلى ردود انتقامية مسلحة، وشدد على ضرورة عدم الانجرار وراء دعوات التسلح من أي جهة كانت.
وطالب المؤتمر- في بيانه- بالسماح بالتظاهر السلمي وانسحاب الجيش إلى ثكناته، ومحاسبة المسئولين عن قتل المتظاهرين، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، داعيًا إلى توحيد المعارضة وتأسيس "الائتلاف الوطني السوري" خلال أسبوعين من الآن.
وعن الظروف التي انعقد فيها المؤتمر بيَّن رجاء ناصر، أحد المنظمين، أنهم اتخذوا قرار الاجتماع على مسئوليتهم الخاصة، واعتمدوا على قراءتهم للواقع السياسي.
وقال: "وجدنا أن عرقلة هذا المؤتمر أو منعه سيعود بنتائج أخطر وأسوأ على النظام من السكوت عنه"، وأوضح أنهم عقدوه في مزرعة خاصة؛ كي لا يسببوا إحراجًا لأي فندق أو مكان عام.
ولم يتم التصريح في بيان المؤتمر بمطالبة الأسد بالتنحي، وهي النقطة التي يختلف فيها بعض المعارضين، فالشباب في الشارع يهتفون برحيل الرئيس الأسد، بل بإعدامه، إلا أن رجاء ناصر قال لـ"الجزيرة نت": إن المعارضة لا يمنعها خوف ولا حساب أمني من رفع مثل هذا الشعار، لكنَّ "رؤيتها الإستراتيجية قائمة على بناء الدولة الديمقراطية المدنية كهدف، وليس الانتقام من النظام".
وقال: "إسقاط النظام قد لا يعني استبدال نظام ديمقراطي به، وإنما بنظام أسوأ منه، نحن مصرُّون على شعارنا فيما يتعلق ببناء الدولة المدنية الديمقراطية، وقد يتعارض هذا مع مشاعر الشارع وعواطفه وغرائزه، لكن على القوى السياسية أن تكون واعية.. نحن لسنا معارضين لنظام، نحن دعاة بناء نظام جديد".
ومن جهة أخرى قال: إنه من واجب الأمة العربية- شعوبًا وأنظمة- أن تمارس ضغطًا في هذه الأزمة، إيمانًا بوحدة الشعوب العربية، وهناك حالات كثيرة تدخلت فيها الأنظمة وكانت سوريا من بينها، كما حدث حين أرسلت جيشها إلى لبنان تحت ظل الجامعة العربية، وكذلك اتفاق الطائف.
وفي الوقت ذاته، شدَّد ناصر في حديثه على ضرورة رفض التدخل الخارجي، وقال: إن الشعب يجب أن يصنع مستقبله بيده دون منة أو تدخل من أحد، وأكد رفض العقوبات الاقتصادية التي تضر بالشعب.
في غضون ذلك أعلنت حركة "شباب الثورة للتغيير الديمقراطي" في سوريا، و"تجمع نبض للشباب المدني السوري" ولجان التنسيق المحلية في سوريا، عن تحالف أطلق عليه "غد" الديمقراطي.
وأشار بيان صادر عن التحالف إلى أن هدفه الأساسي هو السعي مع جميع القوى الميدانية والسياسية إلى تعزيز العمل الميداني والإعلامي والسياسي؛ لتأمين انتقال سلمي للسلطة يبدأ بإسقاط النظام لإطلاق عملية بناء الدولة المنشودة.
ويستند التحالف- بحسب البيان- إلى المبادئ التي أطلقتها الثورة منذ اليوم الأول، والتي ضحَّى من أجلها آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من المعتقلين والجرحى، والتي تتلخَّص في الالتزام بسلمية الثورة، ورفض الطائفية، ورفض التدخل والوصاية من الدول الخارجية.
ا المصدر
http://www.ikhwanonline.com/new/Article.aspx?ArtID=91456&SecID=342